مهاجر غير شرعي (7) صباح الخير يا كيتو

2 10 2011

<!–

                  7- صباح الخير يا كيتو

            ُطرد عدنان والكفراوي وراشد من الغرفة، حيث دخلت عاملات النظافة لتنظيفها، فنزلو الى مدخل الفندق حيث كنت أتحدث مع الم ” توم” الأمريكاني ،فأثرت أن أترك “توم” حتى لا يأتوا الى الداخل ، ويشك في كل الكذب الذي أخبرته به عن مهمتي في ” الأكوادور” ونحرج أمام الأجانب،وتشوه صورتنا.

أقبل علي عدنان ، متسائلا

–       هنعمل ايه في الأكل؟

–       أنا نويت الصوم

–       ماشي بس لازم هتكل بعدين،وانا عوز أكل دلوأتي

–       ممكن تدخل مطعم الفندق، على كل حال أنا خارج ، في محل بقالة على الناصية، ونشوف.

خرجت من الفندق في طريقي الى محل البقالة، حسب ماوصف لي ” لويس” موظف الاستقبال، لشراء بعض المياه والاغراض . شوارع ” كيتو لأنها مدينة جبلية وبها هضاب ، فحينما تقول أن نازل الى البلد كما نعبر في بلادنا ، فأنت بالفعل تنزل للطبيعة الجبلية للمدينة، سرت في الشارع، فاذا بنافذة تُفتح من الطابق الثاني بأحد البيوت ، ويطل منها شاب وفي يده شيء كالبالون ، وفجأة ألقى بهذا البالون على رأس فتاه تسير في الشارع ، وكان البالون مملوء بالماء، فتفتت البالون على رأس الفتاه وتبلل شعرها وكتفيها بالماء، صاحت الفتاه لاأعرف ماذا قالت، واختفى الشاب داخل البيت ، ثم استكملت الفتاه السير في طريقها .

دب الخوف داخلي ، لعلنا نقيم في حي ، اضرابات ومشاكل ، ماذا لو علموا أن معي في سروالي ألاف الدولارات حوالي ثلاثة أو أربعة ملايين من ” السوكروس” ، فلن تسقط على رأسي بالونات مملوءه بالماء ، بل أشياء أخرى . وصلت الى محل البقالة واشتريت ماء وخبز وجبن وبعض العصائر،  وعدت مسرعا أتلفت وأنظر الى كل نافذ أمر تحتها أو بجوارها متحسبا شيئا سيسقط فوق رأسي.

      عدت الفندق سليما جافا ، فوجدت عدنان في حالة قلق ، اعتقدت أنها من الجوع ، أخبرني أن الفأر يلعب في عبه من حسن ، وأنه لا يجب أن نأمن له ، ولكنه سوف يسايره  لكي يصل الى مايخفيه بداخله ومايضمره لنا ، أما الكفراوي فوجدته في حالة أخرى منتشي ومعجب أشد الاعجاب بحسن ، وانطلاقه في الحياة ، كأن حسن يمثل النموذج الذي كان الكفراوي يتمنى أن يكونه ، في الحرية ، وعدم التقيد بالتقاليد . وهو يحسن به الظن ويثق فيه.

أجبت على كل حال علينا أن نجهز لطعام افطارنا ، وغدا يوما جديد لنا في ” كيتو” نرى ماذا سيحدث.

         عدنا الى غرفتنا مرة أخرى ، وتناولنا طعم الافطار في المساء في الغرفة وشاهدنا التلفزيون “الاكوادوري” ومر علينا اليوم الأول في العاصمة ،حتى غلبنا النوم في ساعات متقدمه من الليل.

 

        جاء صباحنا الثاني في ” كيتو” بمشاهد نراها على كل شاشات محطات التليفزيون، مشاهد تجمعات ناس في الشوارع  تهتف، وقوات بوليس تحيط بهم في مسيرتهم وكأنها مظاهرة. لا ندري ما يحدث وماذا تقول الأخبار بالاسباني، أقبل حسن الى الفندق مع أشعة الشمس، أخذته الىغرفة الانتظار في مدخل الفندق.

–       حسن كيف حالك ، تحتاج فلوس؟

–       أنا بخير ، مبفكرشي في السفر الى أمريكا ، أن اجوزت ست هنا وسأدير لها تجارتها وأعيش معها في شقتها ، ومعيا سيارة ” بيجو”

–       حسن احنا ولاد بلد واحدة ونساعدك بقدر استطاعتنا.

–       أنا تمام

وانطلق بسرعة يغير الموضوع ويسألني عن أخي الصغير وكيف أحواله حيث كانا معا في المدرسة أخبرته أنه بخير وسألته

–       أنا أريد أن أرى مسعود ، هل يبعد عن الفندء؟

–       حوالي نصف ساعة وهومشغول جدا.

وتبجاذبنا أطراف الحديث ولا زلت لاأعرف ان كان صادق أم لا.

اذا بصوت عدنان يشق مدخل الفندق مناديا علي ، حيث أن اخوته على التليفون من ” نيويورك” ويريدون أن يسلموا علي ، صعدت مسرعا الى الغرفة ، وكان ذهني يتسائل كيف عرف اخوته أننا هنا في هذا الفندق وكيف عرفوارقم تليفون الفندق ورقم غرتنا، اختطفت سماعة التليفون

من راشد.

بعد السلامات والتحيات والتوصيات بأن أخذ بالي من عدنان وراشد، أن نكون يد واحدة  فهم لا يعرفون اللغة ، وعرفت أنهم اتصلوا من ” نيويورك” بمسعود في محله وهو الذي أعطاهم رقم تليفون الفندق ورقم غرفتنا ، انهم هم أيضا منذ عدة سنوات قليلة كان بعضهم في نفس الطريق ، وهم يعرفون مسعود ، ويعرفون الفندق، من قصص الذين وصلو خلال السنة الأخيرة من قريتنا الى ” نيويورا” حيث هذا الفندق كان دائما نقطة البداية لعديد من أبناء قريتنا الذين أتو الى ” الاكوادور”، سألتهم ان كانوا يعرفون ، كم يبعد محل مسعود عن الفندق ، ذكروا لي أقل من خمسة دقائق.وطلبو مني أن أتصل بمسعود وأن أذهب لمقابلته. كنت متحرجا أن أسأل أي منهم ان كانوا يروا قريب لي موجود في ” نيويورك” وان كان أي منهم معه رقم تليفونه، لكني سألت فجائني رد أحدهم أنه يمر عليه كل يوم في طريقه الى عمله وسوف يحاول أن يجعله يتصل بي.

        كانت هذه المكالمة بالرغم من كشف كذب حسن ، الا أنها أعطتني قوة دفع فأن الأن هناك من أستطيع أن أتصل بهم ، وأحصل على معلومات وأرقام تليفونات.وكم تمنيت أن يكون هناك من يتابع رحلتي من ” نيويورك” كما يحدث مع كل من عدنان وراشد.

من داخل الفندق اتصلت برقم تليفون مسعود الذي نحمله معنا ، وذكرت له أننا نريد أن نراه ، فأخبرني بطريقة الوصول اليه ، وأننا على مقربة منه.

       بالفعل ذهبنا في طريقنا الى محل مسعود كما وصفه لنا، فوصلنا اليه بسهولة خمسة دقائق من الفندق ، المحل عبارة عن محل بقالة كبير في العاصمة ” كيتو” على ناصية شارع واسع يأخذ الناصيتين، بالداخل رجل في حوالي الأربعينيات من العمر ، طويل ، خفيف الشعر ، ذو شارب حفيف مهذب ولكن ذقنة لم يحلقها لعدة أيام ، أسمر البشرة.من أبناء الأسكندرية.أتى الى هذه البلاد واستقر فيها وهومتزوج امأة اكوادورية وعنده منها طفلين وهي شريكته في المحل.

 واقفا خلف ماكينة الحساب ، يتحدث الاسبانية بطلاقة ، كما أراى من تعامله مع زبائن المحل.بدأ أحمد يسألنا ان كنا نعرف فلان وفلان من أبناء قريتنا ، الذين مرو عليه خلال السنوات الماضية ، وهو الأن يستطيع أن يرصد بعض صلات النسب بين العائلات المختلفة في قريتنا من الأسماء التي تمر علية والتليفونات التي تأتيه من “نيويورك”  بل هو يجهز في رحلته القادمة الى مصر أن يزور هذه القرية ، ويربط بين هذه الأسماء والأصوات والوجوه التي يتعامل معها أن يربطها بالمكان .

         سألته عن التجهيز للخطوة التالية في رحلتنا ابتسم فقال

–       حظكم سيئ هناك مظاهرات كبيرة في الشوارع ضد رئيس الدولة ” المهبول” عبدالله أبوكرم

خرق الأسم أذني ، ان رئيس الدولة من أصل عربي ،من أصل لبناني حيث تتمتع الجالية اللبنانية والسورية والفلسطينية ، بنفوذ كبير في هذه البلاد ، وتفرض الولايات المتحدة على هذه الدول كوسيلة لعدم استقرار الحكم ،ولايجاد نظم حكم موالية لها ، وفي نفس الوقت محتاجة اليها لكي تستمر في الحكم .بأن تحكم الأقلية ذات النفوذ المالي ، فلا يستقر الحكم.وهاهي المظاهرات التي شاهدنا صورها على شاشة التليفزيون، فبسبب تهور ” عبدالله أبوكرم ” سنمكث في “الاكوادور” حتى تستقر الأمور وتفتح السفارات أبوابها مرة أخرى.

 أكمل مسعود

–       مخه ضارب بيصرف أموال الدولة على الخمرة والراقصات والغانيات، والسفارت كلها مقفولة بسبب المظاهرات.وعليكم أن تنتقلوا من الفندق الغالي ده الى مكان تاني أرخص.وحسن يعرف مكانه، تذهبون اليه الليلة.

ذكرت له أن حسن أنه سيستقر في “الاكوادور”،أخبرني مسعود أنه لازم يرحل فقد مكث هنا لمدة وذهب ورجع من “كوستاريكا” ثلاث مرات. وهذا الشاب الصغير وأشار الى راشد عليه أن يدخل ” كوستاريكا” عن طريق الحدود وليس بالطيران ، وقطع تذاكر الطيران من شركة تبعنا نعرفها ونعرف صاحبها ، رجل فاضل اسمه الشيخ سليمان.

        وبينما مسعود يلقي علينا ، وصاياه ، دخل حسن المحل ، فحاول أن يُذيب الجليد بتهريج ومذح كما تعود ونكت على راشد ، بعد فترة قليلة وجهنا مسعود وكأننا نعمل لحسابه أن ندخل الى الحجرة الخلفية للمحل ، نعبيء بعض الغلال في أجولة وأكياس ، وماكن منا الا أن ردخنا فنحن نحتاج اليه ، مكبلين وهو الذي يمسكك بطرف الحبل ، في ” الاكوادور” .اشترينا بعض الاحتياجات من محل مسعود والذي عرض علينا ، سعر جيد لتحويل الدولارات هو الآخر. خرجنا من محل مسعود في طريق عودتنا الى فندق الفخامة ، لكي نجهز أمتعتنا للانتقال الى فندق آخر أرخص ، فلا نعرف الى متى ستستمر المظاهرات ضد رئيس ” الاكوادور” الفاسد العربي عبد الله أبوكرم ، والى متى ستظل السفارات مغلقة .

       جمعنا حاجياتنا ، وذهبت لدفع فاطورة حساب الفندق ، الفاتورة التي وصلت ،الى حوالي نصف مليون ” سوكروس” وسلمت على” لويس ”  ولم أستطع الوصول الى العم ” توم” لأودع هو الاخر ، انتظرنا عدنان وحسن في مدخل الفندق حيث خرج عدنان مصاحبا حسن لا أعرف الى أين ، وحسن هو دلينا الى المكان الجديد ، وبالفعل أقبلا ، وكانت علامات التفاهم والرضا واضحة على وجه عدنان ، لا أعرف هل يثق في حسن الأن ، أم هو مجرد يسايرة ليعرف مابداخلة كما ذكر من قبل ، أم هو يحاول أن يستخدمة فيتجول في المدينة على حساب حسن ومعه ، فليس عدنان بانسان سهل . فهو عنده نوع من الخبث الظاهر والخبث الباطن لا تستطيع ان تقرا ماذا يُخفي بسهولة .

على بركة الله خرجنا من فندق الفخامة الغالي ، في طريقنا الى فندق آخر قريب أرخص تكلفة . وعلينا أن نعد أنفسنا لبضعة أيام أو حتى أسابيع في “كيتو” عاصمة ” الاكوادور ” ننتظر ماذا سيفعل رئيسها عبد الله أبو كرم ، وماذا سيفعل البرلمان في هذه الأزمة.


إجراءات

Information

تعليق واحد

3 01 2012
Kaitlyn Barnes z

ب يد ت د شت د آ ي ي بي يز ز تص ي ب ي سيد ب ي ت في ستف د ي شد.

أضف تعليق